بسم الله الرحمن الرحيم
الحكومة العراقية تستلم القصر الجمهوري والمنطقة الخضراء
تسلم العراق القصر الجمهوري حيث ستشغل الرئاسة العراقية ذلك القصر الذي يعد رمز السيادة والسلطة في البلاد ولتكون بذلك اول حكومة تدخل القصر من دون البيان رقم واحد وبلا اراقة دماء فضلا عن انها اول حكومة منتخبة ستدير شؤون البلاد من داخل القصر.
وجاء تسلم المنطقة الخضراء والقصر الجمهوري غداة انتهاء تفويض الامم المتحدة الذي نظم وجود القوات الاجنبية في العراق، وقال رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي بعد مراسم رفع العلم العراقي امام القصر "قبل عام من هذا التاريخ كان حلما مجرد التفكير بسحب القوات الاجنبية من العراق لكن الحلم اصبح حقيقة بعد ان الغيت العقوبات وتمت الاتفاقية والاكثر من ذلك هو بدء تنفيذ الاتفاقية".
واضاف "ان القصر عنوان للسيادة العراقية وان تسلمه رسالة حقيقية لكل الشعب العراقي بان السيادة قد عادت الينا".
هذا ما دفع المالكي الى وصف هذا اليوم بيوم السيادة، موضحا بالقول "من حقنا عد هذا اليوم يوم السيادة وبداية استعادة كل ذرة من تراب العراق"، داعيا مجلسي الرئاسة والوزراء الى اعتبار الأول من كانون الثاني من كل عام "يوما وطنيا للسيادة العراقية
واضاف "انه عيد وطني كبير تزامن مع مجموعة الاعياد" في اشارة الى تزامن اعياد الميلاد وراس السنة الهجرية والميلادية.
وتابع "من حقنا ان نفرح فرحا كبيرا بصدور قرار مجلس الأمن بانهاء الحالة التي استوجبت أن يكون العراق بموجبها تحت الفصل السابع والعقوبات الدولية".
وجرت المراسم في احدى قاعات القصر الجمهوري وبحضور عدد من الوزراء بينهم نائب رئيس الوزراء رافع العيساوي ووزير الدفاع عبد القادر العبيدي ووزراء المالية باقر جبر الزبيدي والعلوم والتكنلوجيا رائد فهمي والتربية خضير الخزاعي والناطق باسم الحكومة علي الدباغ اضافة الى عدد من النواب كان في مقدمتهم رئيس جبهة التوافق عدنان الدليمي حيث تبادلوا التهاني فيما بينهم، وذكرت مصادر ان الامريكيين غادروا المكان ليلة الاربعاء مؤكدة ان "المنطقة الخضراء ستكون بإمرة لواء بغداد" بقيادة الفريق عبود قنبر حيث تسلم العراق ايضا وبموجب هذه الاتفاقية المسؤولية الامنية للمنطقة الخضراء ما يعني انها ستكون مسؤولة عن تامين هذه المنطقة التي تضم مقار الحكومة والبعثات الأجنبية ومقر القوات المتعددة الجنسيات في العراق.
وفي احتفالية ثانية اقيمت قبالة نصب الجندي المجهول وسط المنطقة الخضراء لفت وزير الدفاع الفريق الركن عبد القادر العبيدي إلى أن عددا من اللجان الامنية التي ترأسها رئيس الوزراء ووزيرا الدفاع والداخلية عملت على وضع آليات استلام وحماية المنطقة الخضراء، كاشفا في الوقت نفسه عن نية الحكومة اعادة فتح هذه المنطقة أمام المواطنين في الأيام القادمة.
وكان العراق قد أصبح منذ منتصف ليلة الثلاثاء الماضية 30 من كانون الأول المنصرم مسيطرا على مجاله الجوى وفقا لبنود الاتفاقية الأمنية.
ويقع القصر الجمهوري في منطقة حي التشريع بالمنطقة الخضراء وهو مطل على نهر دجلة وتحيطه بساتين جميلة تضم أنواع عديدة من الأشجار.
وبني القصر من قبل آخر ملوك العراق فيصل الثاني في مطلع خمسينات القرن الماضي وحمل اسم قصر الرحاب لكنه لم يدخله ليفتتحه بعد ذلك عبد الكريم قاسم كاول رئيس حكومة بعد الإطاحة بالنظام الملكي.
وتعاقب عليه رؤساء العراق قبل ان يقع بيد رأس النظام البائد الذي قام بتغيير بعض من معالمه وبتوسيعه خلال التسعينات من القرن الماضي.
ويعد القصر الجمهوري، وهو رمز السيادة، ابرز المباني التي تقع في المنطقة الخضراء التي تضم مقار الحكومة العراقية والسفارة الأميركية والبريطانية ومقر بعثة الأمم المتحدة